لقد تزايداهتمام الناس بالطعام وتأثيره على صحتنا، لأن الناس قد لاحظت نسبة الأمراض المتزايدة وأيضاً لاحظت كيف أصبحت الدهون واللحوم والسكر من الركائز الأساسية في طعامنا اليومي.
فإذا نظرنا إلى العالم العربي، سنلاحظ أن أغلبية الناس يعانون من السمنة و خاصة مرض السكري الذي أصبح منتشراً بشكل كبير حتى بين الأطفال. و أغلبيتنا أيضاً يوافق الرأي بأننا أصبحنا نعيش حياة بعيدة عن الصحة، في الوقت الذي كان يتمتع أجدادنا ببنية وصحّة ممتازة...
لقد تغيّر نمط حياتنا إلى حد التطرّف عما كان عليه منذ مئة عام، الشيء الذي لم يحدث أبداً خلال السنوات ال 2000 الماضية.
فخلال تلك السنوات كان طعام الناس يعتمد على ما يُسمى "الطعام الأساسي أو الطعام التقليدي" والذي يتكوّن بشكل رئيسي من الحبوب الكاملة والخضار والبقول، وجميعها كانت طبيعية بعيدة عن الإضافات الكيماوية الصناعية...
ولقد أضاف الناس إلى طعامهم الأساسي ما يسمى "بالطعام الثانوي" الذي يتكوّن من كميات قليلة من المنتجات الحيوانية، مثل اللحم والسمك والقليل من منتجات الألبان والبذور حسب المناطق التي يعيشون فيها.
ولكن في وقتنا الحاضر، قُلبَت الموازين وأصبح غذاؤنا مرتكزاً بشكل أساسي على "الطعام الثانوي" أي منتجات الألبان والحلويات وكميات قليلة جداً من "الطعام الأساسي".
العديد من الحضارات مازالت تحتفظ بغذائها التقليدي، فإذا نظرنا حول العالم لرأينا بأن سكان شمال إفريقيا مازالوا يعتمدون في غذائهم على الحبوب بشكل رئيسي (الكسكس) بالإضافة إلى الخضراوات والحمص.
في أفريقيا الوسطى مازالوا أيضا يستعملون السرغوم (نوع من الذرة البيضاء) كمصدر للحبوب بالإضافة إلى الخضراوات والبقوليات.
بينما يتناول سكان دول البحر المتوسط الحبوب على شكل معجنات، مثل الباستا (السباغيتي والنودلز)، وأيضاً البرغل والكثير من الخضراوات والسمك والبقول وزيت الزيتون.
وبالطبع أينما ذهبنا حول العالم سنلاحظ مدى تأثير الصناعة في غذاء هذه الدول.
لم يعد الشباب مهتما بالطبخ كما اعتاد من قبل، و أصبح يقتصر على تسخين الطعام المثلّج بالمايكروييف وأكثرهم يعيش على الطعام الجاهز. حتى طعام الأطفال تغيّر من حليب الأم الطبيعي إلى الطعام المعلّب وحليب البقر والفواكه المستوردة بالإضافة إلى البسكويت والسكر